المشاركات

العبرانيين 11 ¹  وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. ²  فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. ³  بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ

 و يشرح الكاتب ان الايمان هو بعد اكبر من مجرد حماسة المشاعر او الشعارات .. انه يقين فائق مصدره طاعة و علاقة عميقة بالرب ..  و كلما زادت معرفتنا الاختبارية بالرب .. كلما امتلأنا خضوع و فيض من اليقين ان رجاؤنا هو مشيئته التي لابد و سيتممها بنفسه لا بإمكانياتنا  ..  طريق القدماء من رجال الايمان .. كان نفس المسار .. تحديات اجتازوها بمجد بسبب علاقتهم العميقة بالرب ..  لقد علموا و تيقنوا .. ان كلماته رسمت و حددت إطار كل الكون .. كل ما هو متواجد من احداث لم يكن ابداً بسبب نتائج امور واقعية .. لكنه كان نتيجة لقوة الرب الفائقة التي تحسم بكلماته حياتهم الصعبة ..

العبرانيين 10 ³² وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. ³³ مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. ³⁴ لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً. ³⁵ فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. ³⁶ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. ³⁷ لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. ³⁸ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ نَفْسِي». ³⁹ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ.

 يتحدث الكاتب عن الجهاد داخل الحرب الروحية ..  فقد حصلنا على استنارة انجيل المسيح في اعماقنا .. و بها سنواجه ظلام و ظلم كثيف .. و سنمتلىء بصبر بسبب ايماننا ان المسيح اجتاز الآلام بصبر و عبر منتصراً بأنواره العجيبة ..  و يؤكد الكاتب انهم بالفعل نجحوا في الانتصار بالصبر كما هو .. لان قوة المسيح كانت مستقرة في اعماقهم .. هو تحمل القيود و هم تحملوا السلب و النهب اي قيود تفرض عليهم من مملكة الشرير حتى لو لم تكن في شكل قيود من حديد في يدهم .. هم ليسوا للهلاك بل نفوسهم في اقتناء بسبب ايمانهم بالاتي اي المسيح المنتصر بقيامته .. نعم لم ينهزموا لكنهم اكملوا الطريق بفرح

العبرانيين 10 ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. ²⁴ وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، ²⁵ غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ، ²⁶ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، ²⁷ بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. ²⁸ مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. ²⁹ فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ ³⁰ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». ³¹ مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!

 يؤكد الكاتب ان افتداء المسيح للبشرية كان بهدف جمعهم في بركة واحدة  و في عائلة واحدة بكرها المسيح .. انها بركة الرب لإبراهيم ان يثمر و يكون شعب واضحاً عن باقي الشعوب امام وجه الرب ..  و هذا جزء من ملكوت الرب الذي سيمتد للابد .. ولذلك يحاجي كاتب الرسالة عن اهمية تجمع الجسد الروحي من المؤمنين انان وجه الرب حول مذبح قلوبهم ..

العبرانيين 10 ¹⁹ فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، ²⁰ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، ²¹ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، ²² لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ.

 و بسبب المسيح رأسنا .. رئيس كهنتنا للابد .. يصير لنا رجاء لا ينتهي .. بالدخول للاقداس لان الكفارة كاملة للابد في دمه ..  طريقنا للدخول للاقداس اصبح كاملاً في المسيح ..  و هذا الطريق هو جسده اي الحجاب الذي  تمزق امام الالم .. و بعمل الخلاص تصبح قلوبنا نقية و ضمائرنا بلا شر و اجسادنا نقية ..  لقد استخدم لغة الاغتسال داخل خيمة الاجتماع .. لكهارة الكيان و ليس الجسد فقط بسبب دم المسيح و كلمته و عمل روحه الذي يرافق اعماق المؤمن .. 

العبرانيين 10 ¹⁵  وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: ¹⁶  «هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» ¹⁷ وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». ¹⁸ وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.

 لقد ملء الروح انبياءه بكلمات عن العهد الفائق الذي سيصنعه الرب مع البشر .. عهد لن يذكر فيه خطاياهم لان ذبيحة كاملة ستكون كافية امامه للابد .. هذه المصالحة المعجزية تتم فقط في المسيح .. حيث تصبح نواميس و قوانين الرب ثابتة في اعماق البشر المخلصين للابد  ..   و لن يكون هناك احتياج لذبائح او قرابين كهنوتية ارضية  ..   لقد اتم الرب العهد بنفسه في المسيح للابد ..

العبرانيين 10 ¹¹  وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. ¹²  وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، ¹³  مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. ¹⁴  لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.

 المسيح فائق بكل المقاييس انه رئيس الكهنة الكامل الذي قدم  ذبيحة نفسه الكاملة الى الابد داخل الهيكل الابدي الكامل .. لقد اتم العمل .. و بصورة مجازية قد جلس اي استراح اي اتم العمل و لم يعد بحاجة الى تكراره كأي رئيس كهنة ارضي .. و ان انتظاره في ثبات لا يعني عجزه عن الوصول الي غاية وصع اعدائه تحت قدميه .. لكنه اشارة الى انتظاره ان تكتمل مشيئته في حياة من ينتظرون خلاصه على الارض في كل زمن .. ثم بعد ذلك يضع اقدامه اشارة للقضاء النافذ على اعدائه ..  مستحق مستحق مستحق كل المجد للابد ..

العبرانيين 10 ⁴  لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. ⁵  لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. ⁶  بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ⁷  ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». ⁸  إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. ⁹  ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. ¹⁰  فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَة

 يحسم كاتب الرسالة ببرهان من اسفار العهد القديم .. ان مشيئة الرب هي ان يتم افتداء البشرية الخاضعة له بالايمان في ذبيحة المسيح الكفارية ..  لانه لا يمكن للثيران و التيوس الفانية ان تفتدي من سيعيشون للابد في حضرة الرب ..  لذا وجب ان يعلن الرب بنفسه .. انه لم يرد ذبائح لكنه هيأ جسداً للخلاص .. اي جسد المسيح .. الحمل الكامل الذي سيرفع ثقل خطية العالم عن جميع من يؤمن به للابد ..

العبرانيين 10 ¹  لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. ²  وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. ³  لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. ⁴  لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.

 الناموس مازال غير قادر ان يعبر بالنفوس الى المجد الابدي .. لذا فحدود قدرته و فاعليته هي في العمل داخل النفوس ضمن نطاق حياتهم على الارض لحمايتهم من الدخول في عداوة مع الرب بسبب شرورهم ..  انه يخدم في ظل للحقيقة التي في السماويات لدى الرب ..  و لذلك كل سنة يتم ذكر الخطايا ضمن طقوس التطهير  ..  لذلك لم يكتمل الخلاص به داخل اعماق النفس البشرية ..

العبرانيين 9 ²² وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ²³ فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهَذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ. ²⁴ لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. ²⁵ وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. ²⁶ فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. ²⁷ وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، ²⁸ هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.

 يشرح الكاتب دور المسيح الازلي انه المخلص .. و هذا لانه فائق و مختلف عن اي كيان اخر في الكون .. هو ليس ملاك من جنس سماوي منفصل عن البشر .. لكنه بن الانسان الموجود قبل كل الدهور الارضية ..  و آلامه في لحظة الفداء كافية لشفاء كل من يؤمنون بخلاصه و كفارته للابد ..    ان المقارنة بين المسيح كرئيس كهنة في هيكل ابدي سماوي يقدم ذبيحة نفسه الكاملة بروح ازلي ..   و رئيس الكهنة الارضي الذي يقدم ذبيحة سنوية و ذبائح أرضية دائمة متكررة في هيكل ارضي فاني ..    مقارنة تشعرنا بغنى ما نحن فيه من اعلان عن خلاص للابد متاح لنا بسبب محبة الرب الكاملة تجاهنا .. 

العبرانيين 9 ¹⁵  وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ - إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ - يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. ¹⁶  لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. ¹⁷ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً. ¹⁸ فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضاً لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، ¹⁹ لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، ²⁰ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». ²¹ وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ. ²² وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!

 هناك عائق واضح امام دخول المدعوون الى العهد الافضل .. و هو تعدياتهم ..  انهم لم يستطيعوا ان يجتازوا العهد الاول بنجاح .. فكيف يعبرون الى الافضل .. ؟! و هنا يأتي دور الوصية التي تحسم النهاية .. المخطىء لا يعبر بل يموت .. يموت للابد ..  و لكي يتم عبورهم لابد ان يتطهروا اي يحتسبوا اطهار بلا تعدي .. و هذا لن يتم بدون موت البديل عنهم ..    لذلك رش موسى الكل بدم تيوس و ثيران ..    لكن هذا ليس كافياً لدخولهم ميراث ضخم من الرب  لهم ..   يأتي دور المسيح الذبيحة الكاملة  .. نفس طاهرة .. بروح ازلي ..  تستمر للابد ..  انها الذبيحة الكاملة للابد .. ذبيحة المسيح فصحنا ..  مجداً مجداً مجداً 🙇🏻‍♂️💥