المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف الرسالة الى العبرانيين - دراسة كتابية ..

العبرانيين 11 ⁷  بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ. ⁸  بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. ⁹  بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. ¹⁰  لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.

  ثم يتحدث الكاتب عن الايمان الناتج من مخافة الرب و ادراك هيبته .. هذا الايمان يصبح قوة واضحة تؤثر في مسار حياة البشر و تجعل حياتهم فائقة و غير عادية .. تجعل حياتهم منفصلة اي مقدسة .. مختلفة عن مسار الاخرين في العالم .. بالايمان حياة نوح في مخافة الرب .. جعلته مدرك لقضاء الرب الحتمي القادم وسط استهانة ملايين في زمنه .. فبنى فلك .. و رآى بوضوح دينونة السيد الرب على العالم الشرير .. و بالمثل ابراهيم .. ادرك بمخافة القلب .. ان الرب يدعوه لإنفصال عن الالهة الغريبة فغادر خلف الرب حتى لو لم يكن يعرف الى اين يذهب .. و بسبب ايمانه تغرب .. اي صار كغريب فاقدا راحة بيت ابيه مع الاصنام .. و ذهب ليعيش في خيام و كذلك اسحق ابنه و يعقوب حفيده .. عالمين بيقيم ان الرب صنع لهم في محضره محفل في مدينة سماوية هي مسكنهم معه للابد ..

العبرانيين 11 ⁴  بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! ⁵  بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. ⁶  وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.

 يكمل الكاتب شرحه عن ضرورة و حتمية السلوك بالايمان داخل امور العيان ..   فالايمان منبعه رؤية الرب و الخضوع له من القلب ..   و بهذا الايمان استطاع هابيل ان يقدم حياته انشودة قلبه الطائع .. الذي و ان مات مقتولاً بيد قايين الا ان دمه و حباته ثابتة في الرب لتشهد عن يقيم محبتهو عمقها ..   و بسبب هذه المحبة الصادقة استطاع ان يقدم قرباناً شهد له الرب أنه مقبولاً ..  بينما اخفق قلب قايين العاصي الاناني في الوصول الى حياة الخضوع بل سلك بإستهانة و بجهالة تجاه هيبة الرب  ..   بهذا الايمان الحقيقي انتقل اخنوخ من واقع تحدياته في جيله في العالم الشرير ليصبح مع الرب في ملكوته الابدي في حياة خارج سلطان و عبودية الموت السائد في العالم  ..  و يؤكد الكاتب ان الايمان مفتاح ارضاء الرب في مسار الحياة الارضية .. الرب موجود إله حقيقي يجازي للابد ..

العبرانيين 11 ¹  وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. ²  فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. ³  بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ

 و يشرح الكاتب ان الايمان هو بعد اكبر من مجرد حماسة المشاعر او الشعارات .. انه يقين فائق مصدره طاعة و علاقة عميقة بالرب ..  و كلما زادت معرفتنا الاختبارية بالرب .. كلما امتلأنا خضوع و فيض من اليقين ان رجاؤنا هو مشيئته التي لابد و سيتممها بنفسه لا بإمكانياتنا  ..  طريق القدماء من رجال الايمان .. كان نفس المسار .. تحديات اجتازوها بمجد بسبب علاقتهم العميقة بالرب ..  لقد علموا و تيقنوا .. ان كلماته رسمت و حددت إطار كل الكون .. كل ما هو متواجد من احداث لم يكن ابداً بسبب نتائج امور واقعية .. لكنه كان نتيجة لقوة الرب الفائقة التي تحسم بكلماته حياتهم الصعبة ..

العبرانيين 10 ³² وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. ³³ مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. ³⁴ لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً. ³⁵ فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. ³⁶ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. ³⁷ لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. ³⁸ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ نَفْسِي». ³⁹ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ.

 يتحدث الكاتب عن الجهاد داخل الحرب الروحية ..  فقد حصلنا على استنارة انجيل المسيح في اعماقنا .. و بها سنواجه ظلام و ظلم كثيف .. و سنمتلىء بصبر بسبب ايماننا ان المسيح اجتاز الآلام بصبر و عبر منتصراً بأنواره العجيبة ..  و يؤكد الكاتب انهم بالفعل نجحوا في الانتصار بالصبر كما هو .. لان قوة المسيح كانت مستقرة في اعماقهم .. هو تحمل القيود و هم تحملوا السلب و النهب اي قيود تفرض عليهم من مملكة الشرير حتى لو لم تكن في شكل قيود من حديد في يدهم .. هم ليسوا للهلاك بل نفوسهم في اقتناء بسبب ايمانهم بالاتي اي المسيح المنتصر بقيامته .. نعم لم ينهزموا لكنهم اكملوا الطريق بفرح

العبرانيين 10 ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. ²⁴ وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، ²⁵ غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ، ²⁶ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، ²⁷ بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. ²⁸ مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. ²⁹ فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ ³⁰ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». ³¹ مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!

 يؤكد الكاتب ان افتداء المسيح للبشرية كان بهدف جمعهم في بركة واحدة  و في عائلة واحدة بكرها المسيح .. انها بركة الرب لإبراهيم ان يثمر و يكون شعب واضحاً عن باقي الشعوب امام وجه الرب ..  و هذا جزء من ملكوت الرب الذي سيمتد للابد .. ولذلك يحاجي كاتب الرسالة عن اهمية تجمع الجسد الروحي من المؤمنين انان وجه الرب حول مذبح قلوبهم ..

العبرانيين 10 ¹⁹ فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، ²⁰ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، ²¹ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، ²² لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ.

 و بسبب المسيح رأسنا .. رئيس كهنتنا للابد .. يصير لنا رجاء لا ينتهي .. بالدخول للاقداس لان الكفارة كاملة للابد في دمه ..  طريقنا للدخول للاقداس اصبح كاملاً في المسيح ..  و هذا الطريق هو جسده اي الحجاب الذي  تمزق امام الالم .. و بعمل الخلاص تصبح قلوبنا نقية و ضمائرنا بلا شر و اجسادنا نقية ..  لقد استخدم لغة الاغتسال داخل خيمة الاجتماع .. لكهارة الكيان و ليس الجسد فقط بسبب دم المسيح و كلمته و عمل روحه الذي يرافق اعماق المؤمن .. 

العبرانيين 10 ¹⁵  وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: ¹⁶  «هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» ¹⁷ وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». ¹⁸ وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.

 لقد ملء الروح انبياءه بكلمات عن العهد الفائق الذي سيصنعه الرب مع البشر .. عهد لن يذكر فيه خطاياهم لان ذبيحة كاملة ستكون كافية امامه للابد .. هذه المصالحة المعجزية تتم فقط في المسيح .. حيث تصبح نواميس و قوانين الرب ثابتة في اعماق البشر المخلصين للابد  ..   و لن يكون هناك احتياج لذبائح او قرابين كهنوتية ارضية  ..   لقد اتم الرب العهد بنفسه في المسيح للابد ..

العبرانيين 10 ¹¹  وَكُلُّ كَاهِنٍ يَقُومُ كُلَّ يَوْمٍ يَخْدِمُ وَيُقَدِّمُ مِرَاراً كَثِيرَةً تِلْكَ الذَّبَائِحَ عَيْنَهَا، الَّتِي لاَ تَسْتَطِيعُ الْبَتَّةَ أَنْ تَنْزِعَ الْخَطِيَّةَ. ¹²  وَأَمَّا هَذَا فَبَعْدَمَا قَدَّمَ عَنِ الْخَطَايَا ذَبِيحَةً وَاحِدَةً، جَلَسَ إِلَى الأَبَدِ عَنْ يَمِينِ اللهِ، ¹³  مُنْتَظِراً بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى تُوضَعَ أَعْدَاؤُهُ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْهِ. ¹⁴  لأَنَّهُ بِقُرْبَانٍ وَاحِدٍ قَدْ أَكْمَلَ إِلَى الأَبَدِ الْمُقَدَّسِينَ.

 المسيح فائق بكل المقاييس انه رئيس الكهنة الكامل الذي قدم  ذبيحة نفسه الكاملة الى الابد داخل الهيكل الابدي الكامل .. لقد اتم العمل .. و بصورة مجازية قد جلس اي استراح اي اتم العمل و لم يعد بحاجة الى تكراره كأي رئيس كهنة ارضي .. و ان انتظاره في ثبات لا يعني عجزه عن الوصول الي غاية وصع اعدائه تحت قدميه .. لكنه اشارة الى انتظاره ان تكتمل مشيئته في حياة من ينتظرون خلاصه على الارض في كل زمن .. ثم بعد ذلك يضع اقدامه اشارة للقضاء النافذ على اعدائه ..  مستحق مستحق مستحق كل المجد للابد ..

العبرانيين 10 ⁴  لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. ⁵  لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. ⁶  بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ⁷  ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». ⁸  إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. ⁹  ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأَوَّلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. ¹⁰  فَبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَة

 يحسم كاتب الرسالة ببرهان من اسفار العهد القديم .. ان مشيئة الرب هي ان يتم افتداء البشرية الخاضعة له بالايمان في ذبيحة المسيح الكفارية ..  لانه لا يمكن للثيران و التيوس الفانية ان تفتدي من سيعيشون للابد في حضرة الرب ..  لذا وجب ان يعلن الرب بنفسه .. انه لم يرد ذبائح لكنه هيأ جسداً للخلاص .. اي جسد المسيح .. الحمل الكامل الذي سيرفع ثقل خطية العالم عن جميع من يؤمن به للابد ..

العبرانيين 10 ¹  لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. ²  وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. ³  لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. ⁴  لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.

 الناموس مازال غير قادر ان يعبر بالنفوس الى المجد الابدي .. لذا فحدود قدرته و فاعليته هي في العمل داخل النفوس ضمن نطاق حياتهم على الارض لحمايتهم من الدخول في عداوة مع الرب بسبب شرورهم ..  انه يخدم في ظل للحقيقة التي في السماويات لدى الرب ..  و لذلك كل سنة يتم ذكر الخطايا ضمن طقوس التطهير  ..  لذلك لم يكتمل الخلاص به داخل اعماق النفس البشرية ..

العبرانيين 9 ²² وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ²³ فَكَانَ يَلْزَمُ أَنَّ أَمْثِلَةَ الأَشْيَاءِ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تُطَهَّرُ بِهَذِهِ، وَأَمَّا السَّمَاوِيَّاتُ عَيْنُهَا فَبِذَبَائِحَ أَفْضَلَ مِنْ هَذِهِ. ²⁴ لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يَدْخُلْ إِلَى أَقْدَاسٍ مَصْنُوعَةٍ بِيَدٍ أَشْبَاهِ الْحَقِيقِيَّةِ، بَلْ إِلَى السَّمَاءِ عَيْنِهَا، لِيَظْهَرَ الآنَ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ لأَجْلِنَا. ²⁵ وَلاَ لِيُقَدِّمَ نَفْسَهُ مِرَاراً كَثِيرَةً، كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ. ²⁶ فَإِذْ ذَاكَ كَانَ يَجِبُ أَنْ يَتَأَلَّمَ مِرَاراً كَثِيرَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. ²⁷ وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ، ²⁸ هَكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضاً، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ.

 يشرح الكاتب دور المسيح الازلي انه المخلص .. و هذا لانه فائق و مختلف عن اي كيان اخر في الكون .. هو ليس ملاك من جنس سماوي منفصل عن البشر .. لكنه بن الانسان الموجود قبل كل الدهور الارضية ..  و آلامه في لحظة الفداء كافية لشفاء كل من يؤمنون بخلاصه و كفارته للابد ..    ان المقارنة بين المسيح كرئيس كهنة في هيكل ابدي سماوي يقدم ذبيحة نفسه الكاملة بروح ازلي ..   و رئيس الكهنة الارضي الذي يقدم ذبيحة سنوية و ذبائح أرضية دائمة متكررة في هيكل ارضي فاني ..    مقارنة تشعرنا بغنى ما نحن فيه من اعلان عن خلاص للابد متاح لنا بسبب محبة الرب الكاملة تجاهنا .. 

العبرانيين 9 ¹⁵  وَلأَجْلِ هَذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُّوُونَ - إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ - يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. ¹⁶  لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي. ¹⁷ لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً. ¹⁸ فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضاً لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ، ¹⁹ لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ، ²⁰ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». ²¹ وَالْمَسْكَنَ أَيْضاً وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ. ²² وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!

 هناك عائق واضح امام دخول المدعوون الى العهد الافضل .. و هو تعدياتهم ..  انهم لم يستطيعوا ان يجتازوا العهد الاول بنجاح .. فكيف يعبرون الى الافضل .. ؟! و هنا يأتي دور الوصية التي تحسم النهاية .. المخطىء لا يعبر بل يموت .. يموت للابد ..  و لكي يتم عبورهم لابد ان يتطهروا اي يحتسبوا اطهار بلا تعدي .. و هذا لن يتم بدون موت البديل عنهم ..    لذلك رش موسى الكل بدم تيوس و ثيران ..    لكن هذا ليس كافياً لدخولهم ميراث ضخم من الرب  لهم ..   يأتي دور المسيح الذبيحة الكاملة  .. نفس طاهرة .. بروح ازلي ..  تستمر للابد ..  انها الذبيحة الكاملة للابد .. ذبيحة المسيح فصحنا ..  مجداً مجداً مجداً 🙇🏻‍♂️💥

العبرانيين 9 ¹¹  وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. ¹²  وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. ¹³  لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، ¹⁴  فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!

و لان الرب قد اعد لنا خيرات عتيدة اي قادمة للظهور امامنا من مخازنه ..  فهي ليست بيد انسان و لا يمكن لذبيحة حيوانية فانية ان تؤهل احداً لنوال تلك الخيرات الزمنية و الابدية .. فلابد ان توجد امام الرب ذبيحة كافية للنال ما لنا فيه للابد .. انه المسيح الذي يكهن بنفسه و يقدم ذبيحة نفسه الكاملة ..  نعم بروح ازلي و بنفسه الكاملة  الى الابد ..     

العبرانيين 9 ¹  ثُمَّ الْعَهْدُ الأَوَّلُ كَانَ لَهُ أَيْضاً فَرَائِضُ خِدْمَةٍ وَالْقُدْسُ الْعَالَمِيُّ، ²  لأَنَّهُ نُصِبَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْقُدْسُ» الَّذِي كَانَ فِيهِ الْمَنَارَةُ، وَالْمَائِدَةُ، وَخُبْزُ التَّقْدِمَةِ. ³  وَوَرَاءَ الْحِجَابِ الثَّانِي الْمَسْكَنُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «قُدْسُ الأَقْدَاسِ» ⁴  فِيهِ مِبْخَرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَتَابُوتُ الْعَهْدِ مُغَشًّى مِنْ كُلِّ جِهَةٍ بِالذَّهَبِ، الَّذِي فِيهِ قِسْطٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ الْمَنُّ، وَعَصَا هَارُونَ الَّتِي أَفْرَخَتْ، وَلَوْحَا الْعَهْدِ. ⁵  وَفَوْقَهُ كَرُوبَا الْمَجْدِ مُظَلِّلَيْنِ الْغِطَاءَ. أَشْيَاءُ لَيْسَ لَنَا الآنَ أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْهَا بِالتَّفْصِيلِ. ⁶  ثُمَّ إِذْ صَارَتْ هَذِهِ مُهَيَّأَةً هَكَذَا، يَدْخُلُ الْكَهَنَةُ إِلَى الْمَسْكَنِ الأَوَّلِ كُلَّ حِينٍ، صَانِعِينَ الْخِدْمَةَ. ⁷  وَأَمَّا إِلَى الثَّانِي فَرَئِيسُ الْكَهَنَةِ فَقَطْ مَرَّةً فِي السَّنَةِ، لَيْسَ بِلاَ دَمٍ يُقَدِّمُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ جَهَالاَتِ الشَّعْبِ، ⁸  مُعْلِناً الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَذَا أَنَّ طَرِيقَ الأَقْدَاسِ لَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ، مَا دَامَ الْمَسْكَنُ الأَوَّلُ لَهُ إِقَامَةٌ، ⁹  الَّذِي هُوَ رَمْزٌ لِلْوَقْتِ الْحَاضِرِ، الَّذِي فِيهِ تُقَدَّمُ قَرَابِينُ وَذَبَائِحُ لاَ يُمْكِنُ مِنْ جِهَةِ الضَّمِيرِ أَنْ تُكَمِّلَ الَّذِي يَخْدِمُ، ¹⁰  وَهِيَ قَائِمَةٌ بِأَطْعِمَةٍ وَأَشْرِبَةٍ وَغَسَلاَتٍ مُخْتَلِفَةٍ وَفَرَائِضَ جَسَدِيَّةٍ فَقَطْ، مَوْضُوعَةٍ إِلَى وَقْتِ الإِصْلاَحِ.

 كانت ارادة الرب واضحة وثابتة ان يتيح مساحة افتداء لنسل ابراهيم من الخطايا التي تربطهم في عار هزيمة للابد لذلك اظهر لموسى كيفية تصميم القدس و قدس الاقداس  لكي يكهن الكهنة في القدس لتقديم ذبائح دائمة عن خطايا و آثام الشعب اليومية .. و رئيس الكهنة يدخل قدس الاقداس .. ليقدم عن نفسه و عن الشعب في يوم الكفارة ..   لكن كل هذا كان شبيه او ظل لخطة الرب الكاملة .. بهيكل و كهنوت ابدي مركزه المسيح الرأس .. الابن ..الوارث للكل ..    و به الكل يكون للابد .. هو يفتدي للابد .. بذبيحة نفسه الكاملة .. و يفتح باب النجاة ليس لنسل ابراهيم فقط بل لكل العالم ..  مجداً مجداً مجداً 🙇🏻‍♂️💥

العبرانيين 8 ⁷  فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ. ⁸  لأَنَّهُ يَقُولُ لَهُمْ لاَئِماً: «هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً. ⁹  لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لِأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. ¹⁰  لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. ¹¹  وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ. ¹²  لأَنِّي أَكُونُ صَفُوحاً عَنْ آثَامِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». ¹³  فَإِذْ قَالَ «جَدِيداً» عَتَّقَ الأَوَّلَ. وَأَمَّا مَا عَتَقَ وَشَاخَ فَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الاِضْمِحْلاَلِ.

 اباء شعب اسرائيل في البرية لم يتمكنوا من الثبات على العهد .. لم يقوموا حتى بدورهم البسيط امام دور الرب الفائق ..  لذلك عتق هذا العهد .. اي انتهى بسبب رغبة الرب في اقامة ميثاق لا ينتهي مع البشر في المسيح .. ميثاق يخلق فيه قلوبهم بطريقة عجيبة تجعلهم يتحررون من القيود و يقبلون الى معرفته للابد ..

العبرانيين 8 ¹  وَأَمَّا رَأْسُ الْكَلاَمِ فَهُوَ أَنَّ لَنَا رَئِيسَ كَهَنَةٍ مِثْلَ هَذَا ،قَدْ جَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ الْعَظَمَةِ فِي السَّمَاوَاتِ ²  خَادِماً لِلأَقْدَاسِ وَالْمَسْكَنِ الْحَقِيقِيِّ الَّذِي نَصَبَهُ الرَّبُّ لاَ إِنْسَانٌ. ³  لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ يُقَامُ لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ. فَمِنْ ثَمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ لِهَذَا أَيْضاً شَيْءٌ يُقَدِّمُهُ. ⁴  فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ عَلَى الأَرْضِ لَمَا كَانَ كَاهِناً، إِذْ يُوجَدُ الْكَهَنَةُ الَّذِينَ يُقَدِّمُونَ قَرَابِينَ حَسَبَ النَّامُوسِ، ⁵  الَّذِينَ يَخْدِمُونَ شِبْهَ السَّمَاوِيَّاتِ وَظِلَّهَا، كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَصْنَعَ الْمَسْكَنَ. لأَنَّهُ قَالَ: «انْظُرْ أَنْ تَصْنَعَ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ». ⁶  وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ.

 كاتب الرسالة بيؤكد ان المسيح يكهن للابد في هيكل ابدي سماوي .. لان الهيكل الارضي منشغل بكهنته في تقديم ذبائح زمنية خاصة بخطايا اسرائيل .. و انهم يكهنون في هيكل هو ظل او شبيه للهيكل الابدي الذي اظهره الرب امام موسى في الجبل ..  المسيح  هذا الهيكل الابدي ذبيحته و كهنته ابديان و يكتملان في المسيح بنفسه ..     لذلك عهد المسيح  هو العهد الافضل لانه متاح لكل الامم و ليس إسرائيل فقط .. و متاح للابد و ليس لزمن ارضي محدد ..    

العبرانيين 7 ²⁶ لأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا، قُدُّوسٌ بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ، قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ ²⁷ الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ، لأَنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً، إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ. ²⁸ فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاساً بِهِمْ ضُعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْناً مُكَمَّلاً إِلَى الأَبَدِ.

 الناموس يعين اناس بهم ضعف ليكونوا كهنة ليعينوا الشعب .. اما كلمة القسم الخارجة من فم الرب  .. فتعين بناً كاملاً .. قدوس و منفصل عن الدنس .. و مكانته فوق السماوات وكائناتها ..  انه فائق لانه الرب  ..  ولذلك فذبيحة نفسه كافية لإفتداء الجميع للابد ..

العبرانيين 7 ¹⁸ فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، ¹⁹ إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ. ²⁰ وَعَلَى قَدْرِ مَا إِنَّهُ لَيْسَ بِدُونِ قَسَمٍ - ²¹ لأَنَّ أُولَئِكَ بِدُونِ قَسَمٍ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً، وَأَمَّا هَذَا فَبِقَسَمٍ مِنَ الْقَائِلِ لَهُ: «أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ، أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ». ²² عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ. ²³ وَأُولَئِكَ قَدْ صَارُوا كَهَنَةً كَثِيرِينَ لأَنَّ الْمَوْتَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْبَقَاءِ، ²⁴ وَأَمَّا هَذَا فَلأَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ. ²⁵ فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ.

 يؤكد الكاتب انه من الضروري ان تبطل او يتوقف سلطانها في قيادة البشر لطريق الخلاص .. لانها اثبتت ضعفها ..  لقد اثبت عجز الوصية .. وجود رجاء حقيقي قادم في مخلص يرسم بنفسه بخطواته طريق واضح للخلاص .. انه الابن ..   و بمقدار ما نال الكهنة كرامة رغم انهم لم يحصلوا على تثبيت بقسم من الرب .. فالابن يصير في كرامة اعظم من الكل لانه بقسم في ملكوت ابدي رمز له ملكي صادق ..   هؤلاء الكهنة الكثيرون كانوا في تتابع لانهم يموتون.. اما المسيح فهو الابن الذي لا يموت لذا سيكهن من اجلنا الى الابد ..   نعم انه العهد الافضل ..

العبرانيين 7 ¹¹  فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ كَمَالٌ - إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ - مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟ ¹²  لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضاً. ¹³  لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ شَرِيكاً فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَحَ. ¹⁴  فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئاً مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. ¹⁵  وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحاً أَيْضاً إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ، ¹⁶  قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. ¹⁷ لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»..

 يظهر الكاتب ان السبط الذي يقدم خدمة الكهنوت هو السبط الذي يخدم وصية الناموس الخاص بخدمته .. فمن يخطىء في وصية .. يذهب للكاهن ليقدم له ذبيحة بحسب الناموس اي القانون .. فمن ليس من سبط لاوي هو ليس خادماً للناموس .. و لا ينتمي لطبيعة هذا الناموس ..  و لذلك كان المسيح من سبط مختلف هو سبط يهوذا .. و يكهن في هيكل مختلف هو الهيكل الابدي و يقدم ذبيحة مختلفة هي ذبيحة نفسه ..  و كهنوته مختلف لانه ليس مرتبطاً بحالة الارض الزمنية لكنه يمتد للابد .. 

العبرانيين 7 ⁵  وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ - أَيْ إِخْوَتَهُمْ، مَعَ أَنَّهُمْ قَدْ خَرَجُوا مِنْ صُلْبِ إِبْرَاهِيمَ. ⁶  وَلَكِنَّ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نَسَبٌ مِنْهُمْ قَدْ عَشَّرَ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارَكَ الَّذِي لَهُ الْمَوَاعِيدُ! ⁷  وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَكْبَرُ يُبَارِكُ الأَصْغَرَ. ⁸  وَهُنَا أُنَاسٌ مَائِتُونَ يَأْخُذُونَ عُشْراً، وَأَمَّا هُنَاكَ فَالْمَشْهُودُ لَهُ بِأَنَّهُ حَيٌّ. ⁹  حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! ¹⁰  لأَنَّهُ كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ.

 يظهر كاتب الرسالة ان من يبارك هو الذي يقبل اخذ العشور لان العشور تعتبر هدية ..  هو منظور مختلف تماماً عن منظور العالم ..  فمن يأخذ يحتاج في فكر العالم .. و لكن في العالم الروحي .. الرب لا يحتاج الى عشور  .. لكنه اذا قبلها فهو من بقبوله حرك بركات .. انها هدية منا له  ..  لذلك ملكي صادق .. بارك ابراهيم عندما قبل عشور غنائمه  .. و كذلك لاوي يبارك الشعب ..  بنفس الطريقة ..  كهنوت ملكي صادق شبيه الابن .. هو يبارك لاوي في داخل كيان ابراهيم .. اي ان ملكوت المسيح اعظم من اي ملكوت اخر ..  و كهنوته يفوق اي كهنوت ظل على الارض ..