المشاركات

العبرانيين 3 ¹⁵  إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». ¹⁶  فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ ¹⁷ وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ ¹⁸ وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ ¹⁹ فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.

 يؤكد كاتب الرسالة ان شعب اسرائيل في القديم .. قد خسروا تعاملات الرب معهم بإفتدائهم من عبودية مصر  ( و هذا رمز بسيط لما يريد الكاتب ان يعررضه و هو الافتداء الكامل بالمسيح ) بسبب قساوة قلوبهم و تذمرهم الدائم و استهانتهم بتعاملات الرب معهم ..  و يذكرهم الكاتب بعبارات معروفة لديهم .. و بكلمة " الاسخاط " لانهم بالفعل مازالوا تحت نير الظلمة و مازال الاسخاط يسلبهم خلاصهم الكامل في المسيح رئيس الكهنة و الذبيحة الكاملة .. اغلاق قلوبنا عن تعاملات الرب و صوت الرب . هو بداية الهلاك في برية العالم و قفره ..  و الكاتب يعمل على كسر الكذبة التي عاشت في اعماق بني اسرائيل انهم تلناء ابراهيم و لن يتعرضوا للهلاك .. و كأن الرب مجبر ان يقبلهم في اسخاطهم و عدم ايمانهم به ..  وللاسف عدة مرات يرفضوا المسيح علناً بدافع انهم ذرية ابراهيم و لهم هيكل الرب .. بينما بعد سنوات من كتابة هذه الرسالة  ستكون اورشليم محترقة و الهيكل منهدم ..  ان عدم الايمان هو زرعة يقبلها الناس من يد الشرير .. و بسببها يهلكون في البرية ..  اليوم .. نقبل عطية الرب حتى لو كنا لا نفهم كل ما يفعله معنا ...

“  «وَجَدْتُ إِسْرَائِيلَ كَعِنَبٍ فِي الْبَرِّيَّةِ. رَأَيْتُ آبَاءَكُمْ كَبَاكُورَةٍ عَلَى تِينَةٍ فِي أَوَّّلِهَا. أَمَّا هُمْ فَجَاءُوا إِلَى بَعْلِ فَغُورَ وَنَذَرُوا أَنْفُسَهُمْ لِلْخِزْيِ وَصَارُوا رِجْساً كَمَا أَحَبُّوا.” — هوشع ٩ : ١٠

 سفر هوشع ٩ .. النبي بيعلن ان الرب مستمر في عرض محبته .. و اكتر حاجة ها يندم عليها الناس للابد .. انهم تركوا محبة الرب ليذهبوا لآلهة كاذبة تتسلط عليهم و تهلكهم  .. بيقول ان الرب بيبحث عن اسرائيل ( كل واحد فينا )  بلهفة و هما في عينيه مكرمين جداً .. و كأنهم عنب وسط برية جافة ميتة .. هو شايفهم و بيراقبهم بمحبة .. و عايز يثبتهم ضد كل الظروف المهلكة حولهم .. هو بيراقب و بيهتم برعاية لطالبيه  .. زي المزارع و هو باصث بشغف و انتظار  لأول بادرة اثمار في شجرة التين .. و رغم انهم موضع اهتمامه و لهم كرامة فيه للابد .. الا انهم راحوا للبعل  و حطوا كل امكانيتهم في طريق يسوده الخزي بعيداً عن الرب .. و فقدوا التمييز و احبوا النجاسة و اذلوا نفسهم هناك .. النهاردة الرب بيدعوك .. انك تطلبه بكل قلبك .. لا تقبل طريق الظلام .. لا تفقد مجدك في الرب لتصير في خزي الشرير للابد ..

العبرانيين 1 ⁷  وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». ⁸  وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ. ⁹  أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». ¹⁰  وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. ¹¹  هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، ¹²  وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». ¹³  ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» ¹⁴  أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!

 يكمل كاتب الرسالة .. برهان تفرد الابن عن اي كيان سماوي .. ليس فقط في علاقته العميقة بالاب الممتلئة محبة صادقة .. و ليس فقط لأجل برهان اعماله الفائقة بالاخلاء و الالم حتى الموت الجسدي ..   بل أيضاً بكونه ثابت .. فالثبات هي حالة الاب .. لا يتغير و لا يحرك قضاءه و كرسيه احد ..   فالابن ورث كل ما للاب .. و هو ثابت لا سلطان يقوم فوقه لان كرسيه و حكمه ثابتان ..   هو من له الخدمة .. فالملائكة تتحرك كرياح لهيب نار لخدمة السيد اي الابن .. و لخدمة العتيدين ان يرثوا الملكوت مع الابن و لهم نصيب ابدي في خلاصه ..  ان خالته الثابتة برهان منظور على كونه اعلى من اي رتبة سماوية .. فالكل يمكن ان يفنى و يمكنه ان يطوي السماء لانها قابلة للتغيير و الفناء مقارنة بمجده الابدي الذي لن ينتهي ..    مجداً مجداً مجداً للمسيح الحي الى الابد .. لاننا سنكون معه في كرامته و مجده للابد   ..

العبرانيين 11 ⁷  بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكاً لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثاً لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبَ الإِيمَانِ. ⁸  بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثاً، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. ⁹  بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِناً فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. ¹⁰  لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ.

  ثم يتحدث الكاتب عن الايمان الناتج من مخافة الرب و ادراك هيبته .. هذا الايمان يصبح قوة واضحة تؤثر في مسار حياة البشر و تجعل حياتهم فائقة و غير عادية .. تجعل حياتهم منفصلة اي مقدسة .. مختلفة عن مسار الاخرين في العالم .. بالايمان حياة نوح في مخافة الرب .. جعلته مدرك لقضاء الرب الحتمي القادم وسط استهانة ملايين في زمنه .. فبنى فلك .. و رآى بوضوح دينونة السيد الرب على العالم الشرير .. و بالمثل ابراهيم .. ادرك بمخافة القلب .. ان الرب يدعوه لإنفصال عن الالهة الغريبة فغادر خلف الرب حتى لو لم يكن يعرف الى اين يذهب .. و بسبب ايمانه تغرب .. اي صار كغريب فاقدا راحة بيت ابيه مع الاصنام .. و ذهب ليعيش في خيام و كذلك اسحق ابنه و يعقوب حفيده .. عالمين بيقيم ان الرب صنع لهم في محضره محفل في مدينة سماوية هي مسكنهم معه للابد ..

العبرانيين 11 ⁴  بِالإِيمَانِ قَدَّمَ هَابِيلُ لِلَّهِ ذَبِيحَةً أَفْضَلَ مِنْ قَايِينَ، فَبِهِ شُهِدَ لَهُ أَنَّهُ بَارٌّ، إِذْ شَهِدَ اللهُ لِقَرَابِينِهِ. وَبِهِ، وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ! ⁵  بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ - إِذْ قَبْلَ نَقْلِهِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. ⁶  وَلَكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.

 يكمل الكاتب شرحه عن ضرورة و حتمية السلوك بالايمان داخل امور العيان ..   فالايمان منبعه رؤية الرب و الخضوع له من القلب ..   و بهذا الايمان استطاع هابيل ان يقدم حياته انشودة قلبه الطائع .. الذي و ان مات مقتولاً بيد قايين الا ان دمه و حباته ثابتة في الرب لتشهد عن يقيم محبتهو عمقها ..   و بسبب هذه المحبة الصادقة استطاع ان يقدم قرباناً شهد له الرب أنه مقبولاً ..  بينما اخفق قلب قايين العاصي الاناني في الوصول الى حياة الخضوع بل سلك بإستهانة و بجهالة تجاه هيبة الرب  ..   بهذا الايمان الحقيقي انتقل اخنوخ من واقع تحدياته في جيله في العالم الشرير ليصبح مع الرب في ملكوته الابدي في حياة خارج سلطان و عبودية الموت السائد في العالم  ..  و يؤكد الكاتب ان الايمان مفتاح ارضاء الرب في مسار الحياة الارضية .. الرب موجود إله حقيقي يجازي للابد ..

العبرانيين 11 ¹  وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. ²  فَإِنَّهُ فِي هَذَا شُهِدَ لِلْقُدَمَاءِ. ³  بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ

 و يشرح الكاتب ان الايمان هو بعد اكبر من مجرد حماسة المشاعر او الشعارات .. انه يقين فائق مصدره طاعة و علاقة عميقة بالرب ..  و كلما زادت معرفتنا الاختبارية بالرب .. كلما امتلأنا خضوع و فيض من اليقين ان رجاؤنا هو مشيئته التي لابد و سيتممها بنفسه لا بإمكانياتنا  ..  طريق القدماء من رجال الايمان .. كان نفس المسار .. تحديات اجتازوها بمجد بسبب علاقتهم العميقة بالرب ..  لقد علموا و تيقنوا .. ان كلماته رسمت و حددت إطار كل الكون .. كل ما هو متواجد من احداث لم يكن ابداً بسبب نتائج امور واقعية .. لكنه كان نتيجة لقوة الرب الفائقة التي تحسم بكلماته حياتهم الصعبة ..

العبرانيين 10 ³² وَلَكِنْ تَذَكَّرُوا الأَيَّامَ السَّالِفَةَ الَّتِي فِيهَا بَعْدَمَا أُنِرْتُمْ صَبِرْتُمْ عَلَى مُجَاهَدَةِ آلاَمٍ كَثِيرَةٍ. ³³ مِنْ جِهَةٍ مَشْهُورِينَ بِتَعْيِيرَاتٍ وَضِيقَاتٍ، وَمِنْ جِهَةٍ صَائِرِينَ شُرَكَاءَ الَّذِينَ تُصُرِّفَ فِيهِمْ هَكَذَا. ³⁴ لأَنَّكُمْ رَثَيْتُمْ لِقُيُودِي أَيْضاً، وَقَبِلْتُمْ سَلْبَ أَمْوَالِكُمْ بِفَرَحٍ، عَالِمِينَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَنَّ لَكُمْ مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِياً. ³⁵ فَلاَ تَطْرَحُوا ثِقَتَكُمُ الَّتِي لَهَا مُجَازَاةٌ عَظِيمَةٌ. ³⁶ لأَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى الصَّبْرِ، حَتَّى إِذَا صَنَعْتُمْ مَشِيئَةَ اللهِ تَنَالُونَ الْمَوْعِدَ. ³⁷ لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً «سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ. ³⁸ أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَُّ بِهِ نَفْسِي». ³⁹ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا مِنَ الاِرْتِدَادِ لِلْهَلاَكِ، بَلْ مِنَ الإِيمَانِ لاِقْتِنَاءِ النَّفْسِ.

 يتحدث الكاتب عن الجهاد داخل الحرب الروحية ..  فقد حصلنا على استنارة انجيل المسيح في اعماقنا .. و بها سنواجه ظلام و ظلم كثيف .. و سنمتلىء بصبر بسبب ايماننا ان المسيح اجتاز الآلام بصبر و عبر منتصراً بأنواره العجيبة ..  و يؤكد الكاتب انهم بالفعل نجحوا في الانتصار بالصبر كما هو .. لان قوة المسيح كانت مستقرة في اعماقهم .. هو تحمل القيود و هم تحملوا السلب و النهب اي قيود تفرض عليهم من مملكة الشرير حتى لو لم تكن في شكل قيود من حديد في يدهم .. هم ليسوا للهلاك بل نفوسهم في اقتناء بسبب ايمانهم بالاتي اي المسيح المنتصر بقيامته .. نعم لم ينهزموا لكنهم اكملوا الطريق بفرح

العبرانيين 10 ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ. ²⁴ وَلْنُلاَحِظْ بَعْضُنَا بَعْضاً لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْمَحَبَّةِ وَالأَعْمَالِ الْحَسَنَةِ، ²⁵ غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ، ²⁶ فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، ²⁷ بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. ²⁸ مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. ²⁹ فَكَمْ عِقَاباً أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقّاً مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِساً، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ ³⁰ فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الاِنْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضاً: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». ³¹ مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!

 يؤكد الكاتب ان افتداء المسيح للبشرية كان بهدف جمعهم في بركة واحدة  و في عائلة واحدة بكرها المسيح .. انها بركة الرب لإبراهيم ان يثمر و يكون شعب واضحاً عن باقي الشعوب امام وجه الرب ..  و هذا جزء من ملكوت الرب الذي سيمتد للابد .. ولذلك يحاجي كاتب الرسالة عن اهمية تجمع الجسد الروحي من المؤمنين انان وجه الرب حول مذبح قلوبهم ..

العبرانيين 10 ¹⁹ فَإِذْ لَنَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِدَمِ يَسُوعَ، ²⁰ طَرِيقاً كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيّاً، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ، ²¹ وَكَاهِنٌ عَظِيمٌ عَلَى بَيْتِ اللهِ، ²² لِنَتَقَدَّمْ بِقَلْبٍ صَادِقٍ فِي يَقِينِ الإِيمَانِ، مَرْشُوشَةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ، وَمُغْتَسِلَةً أَجْسَادُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ. ²³ لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ.

 و بسبب المسيح رأسنا .. رئيس كهنتنا للابد .. يصير لنا رجاء لا ينتهي .. بالدخول للاقداس لان الكفارة كاملة للابد في دمه ..  طريقنا للدخول للاقداس اصبح كاملاً في المسيح ..  و هذا الطريق هو جسده اي الحجاب الذي  تمزق امام الالم .. و بعمل الخلاص تصبح قلوبنا نقية و ضمائرنا بلا شر و اجسادنا نقية ..  لقد استخدم لغة الاغتسال داخل خيمة الاجتماع .. لكهارة الكيان و ليس الجسد فقط بسبب دم المسيح و كلمته و عمل روحه الذي يرافق اعماق المؤمن .. 

العبرانيين 10 ¹⁵  وَيَشْهَدُ لَنَا الرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضاً. لأَنَّهُ بَعْدَمَا قَالَ سَابِقاً: ¹⁶  «هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَهُمْ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي قُلُوبِهِمْ وَأَكْتُبُهَا فِي أَذْهَانِهِمْ» ¹⁷ وَ: «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ». ¹⁸ وَإِنَّمَا حَيْثُ تَكُونُ مَغْفِرَةٌ لِهَذِهِ لاَ يَكُونُ بَعْدُ قُرْبَانٌ عَنِ الْخَطِيَّةِ.

 لقد ملء الروح انبياءه بكلمات عن العهد الفائق الذي سيصنعه الرب مع البشر .. عهد لن يذكر فيه خطاياهم لان ذبيحة كاملة ستكون كافية امامه للابد .. هذه المصالحة المعجزية تتم فقط في المسيح .. حيث تصبح نواميس و قوانين الرب ثابتة في اعماق البشر المخلصين للابد  ..   و لن يكون هناك احتياج لذبائح او قرابين كهنوتية ارضية  ..   لقد اتم الرب العهد بنفسه في المسيح للابد ..